هي العاصمة السورية وهي أقدم مدينة مأهولة في العالم وأقدم عاصمة في التاريخ ضمت إلى لائحة التراث العالمي 1979، وهي تضم اليوم أكثر من مائة موقع أثري هام، وقد احتلت مكانة مرموقة في مجال العلم والثقافة والسياسة والفنون والأدب خلال الألف الثالث قبل الميلاد، وكانت عاصمة في مراحل وحضارات كثيرة في تاريخها الطويل . فيها تشم رائحة التاريخ, تسير معه, تدخل إلى أعماقه, من خلال أبوابها التي كانت تربط داخل المدينة بخارجها منتشرة على سورها المنيع المحيط بها ليحميها من الغرباء والغزاة. تستبقيك القلعة الممتدة على مستوى الأرض بخلاف بقية القلاع السورية لتأخذك إلى الأدراج والأبراج وتقرأ فيها تاريخ دمشق وأحيائها حتى العصر الحديث, أمامها يلفت انتباهك تمثال صلاح الدين الأيوبي ممتطياً جواده فاتحاً دمشق. تسير في أزقة دمشق لا تعرف أين يوصلك الطريق, حتى تطرق باباً خشبياً قديماً تدخل منه إلى جنة حقيقية, إلى البحرة والنوفرة, إلى الياسمين والورد الجوري والحبق ورائحة القهوة, إلى البيت الدمشقي العريق ويتربع على عرش هذه البيوتات قصر العظم, مكتب عنبر, بيت نظام.. اشتهرت دمشق دوماً بصناعة الصابون والطيوب مما جعل لحماماتها أريجاً خاصاً, وتكاد لا تخلو حارة في دمشق من الحمامات التي ما يزال بعضها يستقبل الزوار السياح الراغبين بالاستحمام. ولطالما كانت القوافل التجارية القادمة عبر طريق الحرير الخالد تحط رحالها في خانات دمشق, تلك الخانات التي شكلت مركزاً لنقل الحضارات والثقافات وتبادل البضائع. تعبق دمشق بالقديم والقديم… ففيها ناعورة محيي الدين الأثرية أقدم ناعورة حتى الآن, وعدد كبير من الأبنية التاريخية والأثرية. وما تزال دمشق تحوي الكثير مما يلفت النظر ويستوقف الزائر والباحث لقدم بعضها وعظمته, ولحداثة بعضها الآخر وأهميته.